تـــــــــــــــــــــــــــــابعالدرس السابع
نشاط: القرآن الكريم كتاب هداية لمن آمن وتدبره وفهم معانيه ومقاصده وعمل به شارك زملاءك في المجموعة، بذكر الأسباب المعينة على فهم القرآن الكريم وتدبره.
الأسباب المعينة على فهم القرآن الكريم وتدبره:
- الإخلاص في طلبه :فالإخلاص أساس صحة الأعمال والعبادات فينبغي أن يقبل على قراءة القران.
- تعظيم الله ومحبته :فكلما عظم الله في القلب وخافه وأحبه عظم القران لدى القارئ.
- جمع القلب وحضوره وإلقاء السمع عند تلاوته.
– تهيئة المحل القابل لذلك، وذلك بتخليص القلب من الأدناس، والشواغل التي تُشتته
وتُفرقه فلا يحصل له التدبر.
– قصد التدبر: لأن الكثيرين إنما يقرؤون لتحصيل الأجر فقط فيكون همهم منصرفاً
لتحقيق أكبر قدر من التلاوة، ومن الناس من يكون همه إقامة الحروف وربما تنطع
في المخارج فيكون ذلك صارفاً له عن المعاني.
– أن يستشعر أنه مخاطب بهذا القرآن، وليس الخطاب فيه متوجهاً لقوم قد مضوا وقضوا.
– فهم المعنى، والعناية بالتفسير.
– معايشة معاني الآيات.
– مراعاة مواضع الوقف والوصل والابتداء.
– الترسل في القراءة.
– ترديد الآية الواحدة.
التقويم:
س 1 – ما الذي طلبه المشركون من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟وبماذا أمر الله سبحانه نبينا بإجابتهم؟
طلبه المشركون من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأن يأتيهم بآيات محسوسة تدل على صدقه مع ظهور صدقه عندهم، أمر الله سبحانه نبينا بإجابتهم أن القرآن نفسه معجزة دالة على صدقه.
س2 – على من يعود الضمير في كل مما يلي:
أ- قوله تعالى (وقالوا لولا)
يعود على المشركون.
ب – قوله تعالى ( لولا أنزل عليه ..)
يعود على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
س3 ما المقصود بالآيات التي طلبها المشركون في قوله تعالى (وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه)؟
المقصود بها مثل ناقة صالح، وعصى موسى، وعيسى بأحياء الموتى.
س 4 في قوله تعالى (أن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون)
نعمتان لمن يؤمن بالقرآن الكريم أستخرجهما ؟
1 – أن في القرآن دلالة على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ونعمة لمن آمن به.
2 – وكفاية لمن طلب الحق وتذكير وعظة لمن آمن به.
س 5 دلت الآيات على المعجزة التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم فما هي؟
القرآن الكريم هو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم.
الدرس الثامن
أخي الطالب: ما الأثر الذي تتوقع أن تتركه هذه الآيات على من يقرؤها؟
الأثر الذي تتوقع أن تتركه هذه الآيات على من يقرؤها التزهيد في الدنيا والتشويق
للآخرة بسبب ما جعل اللّه فيها من الزينة واللذات، والشهوات الخالبة للقلوب
المعرضة، المبهجة للعيون الغافلة، المفرحة للنفوس المبطلة الباطلة، ثم تزول سريعا،
وتنقضي جميعا، ولم يحصل منها محبها إلا على الندم والحسرة والخسران، وأما
الدار الآخرة، فإنها دار {الحيوان} أي: الحياة الكاملة، التي من لوازمها، أن تكون
أبدان أهلها في غاية القوة، وقواهم في غاية الشدة، لأنها أبدان وقوى خلقت للحياة،
وأن يكون موجودا فيها كل ما تكمل به الحياة، وتتم به اللذات، من مفرحات القلوب،
وشهوات الأبدان، من المآكل، والمشارب، والمناكح، وغير ذلك، مما لا عين رأت،
ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
أخي الطالب: ما ذكر هنا لا يعني الانصراف عن الدنيا بالكلية، أو عدم السعي فيها لطلب الرزق، وضح هذه الجملة مبيناً المقصود بما ذكر.
أن المطلوب منا هو الزهد عن الدنيا فقط لرغباتها المحرمة إنما نسعى للرزق ونطلب
العلم لآن ليس من الزهد الترك بالكليِّة وإنما يُراد أن يكون العبد مُعرضاً عن الدنيا
بقلبه راغباً في ما عند الله عز وجل، وعلى هذا لا يعني الزهد الترك بالكلِّية، ولن نجد
أحداً من الناس وإلا وقد أمسك من الدنيا على قدر حاجته، لكن هذا لا يعني أن نقول
لست زاهداً، لأن الزَّاهد هو مَن سّعّى في الدنيا وأمسك حاجته منها بمقتضَى العلم،
وأنفقها بمقتضى العلم، فهذا هو الزاهد.
والزهد ثلاث مراتب:
الأول: زهد خاصة من المحسنين: وهو كما قال حجة الإسلام أبو حامد الغزالي،
رحمة الله، في إحيائه: "والذي يرغب عن كل ما سوى الله تعالى، حتى الفراديس،
ولا يحب إلا الله تعالى فهو الزاهد المطلق.
نشاط: نعم الله تعالى على عباده كثيرة، شارك زملاءك في المجموعة في إعداد مقال بعنوان (التذكير بنعم الله على عباده) تعدد فيه بعض هذه النعم مع الاستشهاد على ذلك بنصوص من الكتاب والسنة.
المقال:
إنَّ لله على عباده نِعمًا لا تحصَى وخيراتٍ لا تستقصَى، تفضَّل الله بهذه الخيرات
والنِّعَم على خَلقِه، ووَعَد عبادَه الزيادةَ إن هم شكَروه، وضمِن لهم بقاءها واستمرارَها
إن هم أطاعوه، فقال تعالى: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ
عَذَابِي لَشَدِيدٌ إبراهيم"(7) وهباتُ الله تعالى وعطاياه ظاهرةٌ وباطنة، جليّة وخفيّة،
معلومة ومجهولَة، كما قال عزّ وجلّ: "أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا
فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وباطنة" لقمان(2)، ونِعمةُ الله على ابنِ آدم
في حُسنِ خَلقِه وتناسُب أعضائِه وشرَف هيئتِه، قال الله تعالى:" لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي
أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ" التين:4،ونعمةُ الله على عبادِه في تعليمِهم الحلالَ والحرام، والخيرَ من
الشرّ، والهُدى من الضلال، والتفضُّل عليهم بالسمعِ والبصَر والعقل، قال الله تعالى:
"وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ
لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" [النحل:78]. ونِعَم الله على عبادِه في المأكَل بإخراجِ أصناف النّباتِ
الناحِل الضعيفِ مِن باطن الأرضِ الصّلبة، وحِفظِه من الآفات، وإمدادِه بأسباب الحياة
من الضّوء والماء والهواء وغير ذلك؛ حتّى يعطيَ ثمرَه حبًّا مأكولاً أو فاكهَةً نضجه
أو بقولاً طريّة نافعة، قال الله تعالى: "وَآيَةٌ لَهُمْ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا
حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ لِيَأْكُلُوا
مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ" [يس:33-35]، فالحمدُ لله على فضله،
والشّكرُ له على جزيلِ منّته أبدًا، وقال تعالى: "وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسقِيكُمْ مِمَّا
فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ المؤمنون":21 ونِعَم الله على خلقه في
شرابِهم بإنزالِه الماءَ عذبًا فُراتًا على قطَراتٍ بقَدر حاجة العباد حتَّى لا يضرَّهم في
معاشهم، ثم حفظه في طبَقَة الأرض القريبَة ليستخرِجوه وينتفِعوا به وقتَ الحاجَة، قال
الله تعالى ": أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ لَوْ
نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ" [الواقعة:68-70]، ويقول تعالى:" وَأَنزَلْنَا مِنْ
السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ فَأَنشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ
مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ المؤمنون":18، 19، ونِعَم الله
على عبادِه في الملابِسِ بما أخرجَه الله للنّاس من أصنافِ اللّباس واختلافِ ألوانِه
وتعدُّد منسوجَاتِه من ليِّنٍ رقيق وغليظٍ كثيف وما بين ذلك، يستر به الإنسانُ عورتَه،
ويتجمَّل به بين الناسِ، ويدفع به الحرَّ والبرد عن نفسِه، قال الله تعالى:" يَا بَنِي آدَمَ قَدْ
أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ" [الأعراف:26].
التقويم:
س1: بم وصف الله سبحانه وتعالى الدنيا؟ وبم وصف الله
الآخرة؟
وصف الله سبحانه وتعالى الدنيا بأنها لهو ولعب، آي لا يتحمل منها مصاحة مقبرة وإنما الآخرة هي الحياة الحقيقة لأنها لا انقضاء لها.
س2 ميز بين موقف المشركين في كل من الحالتين التاليين:
الأولى: إذا ركبوا في الفلك وأحسوا بالشدة والخوف.
دعوا الله مخلصين أن ينجيهم من الغرق.
الثانية: إذا نجاهم الله إلى البر وزالت عنهم الشدة والخوف.
جحدوا من بعد خوفهم وما منحهم الله من نعمة وهى انه نجاهم من الغرق.
س3 أختر الإجابة الصحيحة من بين الأقواس في كل مما يلي:-
أ- المشركون يختصمون الدعاء لله في حال:-
(الرخاء والشدة – الشدة دون الرخاء – في الرخاء دون الشدة)
ب – أن هداية الله لسبيل الخير لا تنال إلا بـ (مجاهدة النفس دون الصبر عليها – مجاهدة النفس مع الصبر عليها – الدعاء فقط)
س4 – أستدل من النص القرآني على كل مما يلي:
أ- الدار الحقيقة هي الدار الآخرة.
قوله تعالى: (وإن الدار الآخرة لهى الحيوان)
ب – لا أحد أشد ظلماً ممن أشتد كذبه على الله، فنسب ما هو عليه من الضلال والباطل إلى الله.
قوله تعالى: (ومن أظلم ممن أفترى على الله كذباً أو كذب بالحق لما جاءه)
ج – الله تعالى مع من جاهدوا أنفسهم فأحسنوا .
قوله تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله مع المحسنين)
س 5 قال تعالى (أو لم يروا آنا جعلنا حرماً آمناً) دلت الآية على النعمة التي أنعمها الله على كفار مكة، فما هي؟
بيت الله الحرام.
الدرس التاسع
نشاط: ذكر الله تعالى مراحل خلق الإنسان، أقرأ سورة المؤمنون واستخرج منها آية تتحدث عن تلك المراحل:
قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (سورة المؤمنون: آية 12- 14)
التقويم:
س 1 علل لما يأتي:-
أ- تسمية سورة الروم بهذا الاسم.
تسمية سورة الروم بهذا الاسم لورود هذا الاسم في أولها وهو قوله تعالى (غُلِبَتِ الرُّومُ) وهي مكية.
ب – عدم اتعاظ الكافرين بهلاك الأمم الكافرة السابقة.
لغفلة الكفار عن الحقائق الكبرى بوعد الله المؤمنين بنصر أهل الكتاب وأبان عن جهل الكفار بسنن الله الكونية وعدم إدراكهم لمآلات الأمور فقال عنهم (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) لذا لم يتعظوا بهلاك الأمم الكافرة.
س2 أختر الإجابة الصحيحة :-
نزلت سورة الروم (في المدينة - مكة – تبوك )
عدد آيات سور الروم (63 – 65 - 60 ) آية
س3 ضع علامة () أمام العبارة الصحيحة أو علامة (×) أمام العبارة الخاطئة فيما يلي:-
أ- سورة الروم هي السورة 36 في ترتيب المصحف. (×)
ب – سبب نزول أول هذه السورة الأخبار بغيب قد وقع وهو غلبة الروم للفرس بعد هزيمتهم. ( )
ج – من دواعي فرح الكفار فوز أهل الكتاب على الفرس الكفار. (×)
د – الكفار لا يتعظون بالأمثال الكثيرة في القرآن ولا يؤمنون بها. ( )
س4 بين مال الفريقين المؤمنين والكافرين يوم القيامة كما دلت عليه الآيات من (11 – 19 ) من السورة؟
المؤمنين يكونون في روضات الجنان فيتنعمون بها والكافرين يوم القيامة يحضرون للعذاب.
س5 صل كل عبارة من العمود (أ) مع ما يناسبها من العمود (ب) فيما يلي:-
(أ) (ب)
من ينسب الخلق
الله يزيد ماله ويقبله الله
من ينمى ماله بالصدقة يخسر ماله ورضا ربه
من ينمى ماله بالربا يستدل على ربوبية الله
الدرس العاشر
أخي الطالب: ما الأثر الذي يحدثه في نفسك؟
الأثر الذي يحدثه في نفسي الفرح لنصرة كلمة الرسول صلى الله عليه وسلم وصدقه.
نشاط: للنصر على الأعداء أسباب ذكرها الله في كتابه وبينها رسوله صلى الله عليه وسلم شارك زملاءك في المجموعة في ذكر هذه الأسباب، مستعينين بما جاء في سورة الأنفال.
1- لا تنتصر الأمة ولا تزدهر إلا إذا وقع تغيير جذري في كيانها ونفوس أفرادها.
ولاتنهزم أمة أو تزول إلا حين تتحول نفسياتها واهتماماتها فتنحدر من الأعلى إلى
الأدنى فهذه سنة الله عز وحل في عباده ولن تجد لسنة الله تحويلاً.
2- ومن يتتبع سنة الله عز وجل في خلقه سيجد النتيجة واضحة ساطعة مطردة ولقد
بينت لنا سورة الأنفال نموذجاً من هذه السنة لفريقين: فريق مؤمن منتصر وفريق
كافر منهزم.
3- نعم على المؤمنين أن يدركوا دائماً وأبداً أنهم ليسوا وحدهم في المعركة التي
يواجهون بها أعداء الله، إن الله معهم جلت قدرته، يرعاهم ويؤويهم وينصرهم
ويرزقهم، فلا خوف إذاً ولا قلق ، فسنة الله تعالى مع أوليائه أنه معهم يتولاهم بنصره
وتأييده في كل زمان ومكان ففي معركة بدر كانت عوامل النصر الظاهرية والدلائل
الواقعية في صف المشركين.
4- وكل عوامل الهزيمة الظاهرية في صف المؤمنين حتى قال المنافقون والذين في
قلوبهم مرض: ﴿غَرَّ هَـؤُلاء دِينُهُمْ﴾ [الأنفال:49]، لأن المنافقين والذين في قلوبهم
مرض لا يدركون حقيقة أسباب النصر وأسباب الهزيمة، فهم يرون ظواهر الأمور
المادية ولا يرون إلى مواطنها، لأنهم لم يؤمنوا بالله أو يستشعروا عظمته وقدرته جل
وعلا. فهم لذلك يظنون المسلمين مخدوعين في موقفهم، مغرورين بدينهم واقعين في
التهلكة بتعرضهم لجحافل المشركين الذين يرونها.
5- إن المؤمنين بالله عز وجل حق الإيمان يأخذون بالأسباب ويستعدون ولكنهم
يوقنون مع ذلك بأن الأمر كله لله وأن نواصي الخلق بيده فهم يتوكلون عليه
ويفوضون الأمر إليه: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَإِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾[الأنفال:49].
6- لقد تجمع الكفر والوثنية لمواجهة الرسول والمؤمنين، فكانت المعركة بين القلة
المؤمنة والكثرة الكافرة، ووقف المنافقون والذين في قلوبهم مرض يتفرجون على
المعركة مؤيدين للكافرين ساخرين من المؤمنين واليوم تتكالب قوى الكفر والإلحاد
العالمي بقيادة اليهود وأمريكا لتدمير الإسلام والمسلمين ويقف معها المنافقون والذين
في قلوبهم مرض وجهاً لوجه في مواجهة القلة المؤمنة التي تكفر بالطاغوت وتؤمن
بالله وتستعصي على الواقع وتواجه كل القوى الكافرة الملحدة معتصمة بالله متوكلة
عليه وحده سبحانه وتعالى.
التقويم:
س1 علل ما يلي:-
أ- فرح المؤمنين ينصر الروم على الفرس.
لأنهم أهل كتاب والفرس أهل أوثان فكلاهما متشابهان.
ب – فرح المشركين بنصر الفرس على الروم.
لأنهم أهل أوثان والروم أهل كتاب.
ج – الكفار لا يعلمون إلا ما ظهر من أمور الدنيا وما فيها من زينة، ولا يدركون حقيقتها.
لأنهم ساهون عن الآخرة لا يفكرون فيها ولا يعلمون لها .
س2 أختر الإجابة الصحيحة من بين الأقواس في كل مما يلي:
أ- الروم يدينون بالديانة (اليهودية – الوثنية – النصرانية)
ب – هزمت دولة الروم في أرض (الحجاز – اليمن – الشام)
ج – البضع في الأعداد هو ما بين (الثلاثة إلى السبعة – الثلاثة إلى الخمسة – الثلاثة إلى التسعة)
س3 أذكر سبب نزول الآيات؟
هو أخبار الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بأحداث سوف تقع لدلالة على صدقه نبوءته.
س4 ما وجه دلالة الآيات على نبؤه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؟
صدق نبؤه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث أن أبا بكر الصديق راهن المشركين على ذلك وقد جاءت الأخبار بانتصار الروم على الفرس.
س5 أستدل من الآيات على ما يدل على أن وعد الله متحقق وان الله لا يخلف وعده للمؤمنين؟
وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
الدرس الحادي عشر
أنعم الله تعالى على الإنسان بنعمة العقل، وكرمه به على سائر المخلوقات، وجعله مناط التكليف، فغير العاقل غير مكلف بأحكام الشرع، فما وظيفة هذا العقل؟ وكيف يؤدي هذه الوظيفة؟ وما ثمراتها؟ اقرأ الآيات الآتية واستعين بها على الإجابة عن هذا السؤال.
وظيفة هذا العقل هو التفكير في نعم الله وفي خلق السموات والأرض وأن الله كرم خلق الإنسان بالعقل ليميز الأشياء ويفكر في حكمة خلق الله السماء والأرض والكون من حول الإنسان.
أخي الطالب: تأمل فيما تدل عليه الآيات، واقترح موضوعاً مناسباً لها.
التفكر في خلق الله.
بعد أن تعرفت على تفسير الآيات السابقة، يتوقع منك أن تكون قادراً على تفسير الكلمات التالية:
تفسيرها الكلمة
يتأملون يتفكرون
محدد ومؤقت مسمي
حرثوا أثاروا
نشاط: من عادة الله تعالى وسنته في خلق إحلال العقوبة بالأمم المكذبة لرسله، كما حصل لبعض الأقوام الذين قص الله تعالى أخبارهم في القرآن الكريم، تعاون مع زملائك في المجموعة، وأذكر خمسة أقوام كذبوا رسلهم مع ذكر العقوبة التي عاقبهم الله بها.
1- قوم فرعون وكذبوا رسول الله موسى عليه السلام وعقابهم بالغرق في البحر.
2- قوم نوح وكذبوا رسول الله نوح عليه السلام وعقابهم بالغرق في الأمطار.
3- قوم صالح وكذبوا رسول الله صالح عليه السلام وعقابهم بالموت بصيحة واحدة.
4- قوم لوط وكذبوا رسول الله لوط عليه السلام وعقابهم بحجارة من سجيل.
5- قوم شعيب وكذبوا رسول الله شعيب عليه السلام وعقابهم بالموت بصيحة شديدة، ورياح عاتية.
التقويم:
س1 علل ما يلي:-
أ – خلق الله للسماوات والأرض وما بينهما .
آي خلقهما لحكمة بالغة وليس عبثاً أو باطلا.
ب – أمر الله للكفار بالتكفير والنظر بما حل بالأقوام السابقة من عذاب شديد.
كانوا أكثر منهم قوة وحدث في الأرض.
ج – عاقبة أهل السوء من الكفرة أسوأ العواقب وأقبحها
لأنهم كذبوا رسلهم وهو الحق.
س2 قال تعالى (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) كيف يظلم الكفار أنفسهم؟
بعدم إيمانهم بربهم.
س3 قال تعالى (وعمروها أكثر مما عمروها) إلى من يعود الضمير فى (عمروها ) الأولى؟ وإلى من يعود فى كلمة (عمروها) الثانية؟
كلمة ( عمروها ) الأولى على الكافرين ، أما الثانية على أهل مكة .
س4 أستدل من الآيات على ان من عدل الله تعالى إلا يهلك أقواماً حتى يبعث فيهم رسلآ ؟
(وجاءتهم رسلهم بالبينات)
س5 بين معانى الكلمات الآتية : (أجل مسمى)، (أشد منهم قوة) ، (بالبينات)؟
أجل مسمى: أجل ميعاد محدد.
أشد منهم قوة: أقوى منهم أجساماً.
بالبينات: بالبراهين على صدقهم.
الدرس الثانى عشر
أخي الطالب: تأمل في الأرض، دون هنا بعض ما فيها من المظاهر الدالة على قدرة الله وعظمته.
دلائل قدرته ووحدانيته فقال
خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّار) أي خلق أباكم آدم
من طين يابسٍ يسمع له صلصلة أي صوتٌ إِذا نُقر، قال المفسرون: ذكر تعالى في
هذه السورة أنه خلق آدم {مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ} وفي سورة الحِجر {من صلصالٍ من
حمأٍ مسنون} أي من طين أسود متغير، وفي الصافات {من طين لازب} أي يلتصق
باليد، وفي آل عمران {كمثل آدم خلقه من تراب} ولا تنافي بينها، وذلك لأن الله تعالى
أخذه من تراب الأرض، فعجنه بالماء فصار طيناً لازباً أي متلاصقاً يلصق باليد، ثم
تركه حتى صار حمأً مسنوناً أي طيناً أسود منتناً، ثم صوَّره كما تُصوَّر الأواني ثم
أيبسه حتى صار في غاية الصلابة كالفخار إِذا نُقر صوَّت، فالمذكور ههنا آخر
الأطوار {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} أي وخلق الجنَّ من لهبٍ خالصٍ لا دخان فيه
من النار، قال ابن عباس: (مِنْ مَارِجٍ)أي لهبٍ خالصٍ لا دخان فيه، وقال مجاهد: هو
اللهب المختلط بسواد النار.
نشاط:
النوم آية من آيات تعالى في خلقه، بالتعاون مع زملائك في المجموعة، وبالرجوع إلى مصادر التعلم المختلفة، قم بإعداد موضوع للإذاعة تتحدث فيه عن النوم، وآدابه الشرعية وفوائده، ومدى الحاجة إليه والتوازن فيه وأحسن أوقاته.
خلق الله جسم الإنسان، وجعل أجزاءه مترابطة ببعضها، لا يستقيم جزء بغير الجزء
الآخر، وأخبر عن هذا المفهوم العام رسول الله صلى الله عليه وسلم في حثّ على
أهمية ترابط المجتمع الإسلامي، ليكون أبناؤه، قوة متكافئة على من عداهم، عندما قال
عليه الصلاة والسلام (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد، إذا اشتكى
منه عضو تداعى له سائر البدن بالحمى والسهر) والنوم الذي جعله الله راحة للجسم
البشري، يستجم بعده النشاط، وتعود القوة المنهكة، يمر بكل فرد من الكائنات الحية،
وفي مقدمتها الإنسان الذي لا يستغني عنه، ولو أرق وطال به السهر، فإنه يقلق
ويهتم، ويلتمس من العلاج، ما يعيد له النوم لينعم بلذته، وينام مع الناس، الذين يهدئون
في الليل، في سبات عميق، هذا النوم الذي يطلبه الناس إذا جاء وقته، ويطلب هو
صاحبه، كلما أحس بالتعب ينهك قواه، من جراء عمل متواصل، أو جهد مبذول، وإذا
رجعنا إلى المصدر التشريعي الأول في الإسلام، وهو القرآن الكريم كلام الله الخالد،
فقد جاء فيه ذكر النوم تسع مرات، منها قوله تعالى: {ّهٍوّ پَّذٌي جّعّلّ لّكٍمٍ پلَّيًلّ لٌبّاسْا، ّ
النَّوًمّ سٍبّاتْا) الفرقان إلا أن النوم جزء لا يتجزأ من قوام النفس البشرية، لا غنى لها
عنه، كما أنها لا تستغني عن الطعام والشراب ومن رحمة الله لعباده: أن جعل من
ضروريات الجسم السهلة الميسرة، لا كلفة فيها، ليتساوى في الحصول عليها: الغني والفقير، والقوي والضعيف، قد أعطى رسول الله
صلى الله عليه وسلم أمته آداباً كثيرة، للنوم بالدعاء والاستعداد، والوقت والهيئة
لأهمية النوم من ناحية، ولرعاية الإسلام للنفس البشرية من ناحية أخرى، من ذلك
الدعاء عند النوم، وذكر الله والتسمية، حيث ورد: ان الإنسان عندما يتهيأ للنوم يأتيه
ملك وشيطان: فالملك يقول أختم بخير، والشيطان يقول: اختم بشر، فان ذكر الله
وسمي، وجاء بما ورد من الأدعية، حفظه الله بالملك، وإلا تولاه الشيطان، وأثقله عن
صلاة الفجر وعن ذكر الله، وأكثر عليه الأحلام التي أخبر صلى الله عليه وسلم أنها
من تلاعب الشيطان كما ورد من الأدعية عند اليقظة: (الحمد لله الذي أحياني بعد ما
أماتني وإليه النشور) من الآداب التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء
وهيئة تقول عائشة رضي الله عنها «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبتدئ
بالنوم على اليمين مستقبلاً القبلة» أخرجه البخاري.قال ابن القيم الجوزية في شرحه
لهذا الحديث: النوم حالة للبدن، يتبعها غور الحرارة الغريزية، والقوى إلى باطن البدن
لطلب الراحة، وهو نوعان: طبيعي وغير طبيعي، فالطبيعي إمساك القوى النفسانية،
عن أفعالها: وهي قوى الحس والحركة الإرادية، ومتى أمسكت هذه القوى عن تحريك
البدن، استرخى واجتمعت الرطوبات والأبخرة، التي كانت تتحلل، وتتفرق بالحركات
واليقظة في الدماغ الذي هو مبدأ هذه القوى، فيتحدر ويسترخي وذلك النوم الطبيعي،
أما النوم غير الطبيعي، فيكون لعرض أو مرض، وذلك بأن تستولي الرطوبات على
الدماغ، استيلاء لا تقدر اليقظة على تفريقها، أو تصعد أبخرة رطبة كثيرة، كما يكون
عقب الامتلاء من الطعام والشراب، فتثقل الدماغ وترخيه، ويقع إمساك القوى
النفسانية عن أفعالها، فيكون النوم وللنوم فائدتان جليلتان: إحداهما: سكون الجوارح
وراحتها، مما يعرض لها من التعب، فيريح الحواس من نصب اليقظة، ويزيل الأعباء
والثانية: هضم الغذاء، ونضج الاخلاط، لأن الحرارة الغريزية في وقت النوم تفور
إلى باطن البدن، فتعين على ذلك، ولهذا يبرد ظاهره، ويحتاج القائم إلى
فضل دثار، وأنفع النوم: أن ينام على الشق الأيمن، ليستقر الطعام بهذه الهيئة في
المعدة، استقراراً حسناً، فإن المعدة أميل إلى الجانب الأيسر قليلاً، ثم يتحول إلى
الجانب الأيسر قليلاً، ليسرع الهضم بذلك، لاستمالة المعدة على الكبد، ثم يستقر نومه
على الجانب الأيمن، ليكون الغذاء أسرع انحداراً عن المعدة، فيكون النوم على
الجانب الأيمن بداية نومه ونهايته، وكثرة النوم على الجانب الأيسر مضر بالقلب،
بسبب ميل الأعضاء إليه، فتنصب إليه المواد وأردأ النوم: النوم على الظهر، ولا
يضر الاستلقاء عليه للراحة من غير نوم، وأردأ منه: أن ينام منبطحاً على وجهه،
وفي المسند وسنن ابن ماجة، عن أبي إمامة قال: «مر النبي صلى الله عليه وسلم
على رجل نائم في المسجد، منبطح على وجهه، فضربه برجله وقال: قم أو اقعد فإنها
نومة جهنمية» ولذا جاء التشديد في هيئة النوم: بألا ينام الرجل منبطحاً ولا تنم المرأة
مستلقية وما ذلك إلاّ أن نوم النبي صلى الله عليه وسلم ويقظته: يعتبر أعدل نوم، وأنفعه للبدن، والأعضاء والقوى، فإنه صلى الله عليه وسلم: كان ينام أول الليل، وينهى عن النوم قبل صلاة العشاء، والحديث بعدها، ويستيقظ في أول النصف الثاني، فيقوم ويستاك ويذكر الله ويسبحه، ويتوضأ ويصلي ما كتب الله له، فيأخذ بذلك البدن
والأعضاء والقوى حظها، من النوم والراحة، وحظها من الرياضة مع وفور الأجر،
وهذا غاية صلاح القلب والبدن، والدنيا والآخرة، ولم يكن صلى الله عليه وسلم يأخذ
من النوم فوق القدر المحتاج إليه، ولا يمنع نفسه من القدر المحتاج إليه منه، وكان
يفعله على أكمل الوجوه، فينام إذا دعته الحاجة إلى النوم على شقّه الأيمن ذاكراً الله
وداعياً، حتى تغلبه عيناه، غير ممتلئ البدن من الطعام والشراب، ولا مباشر بجنبه
الأرض، ولا متخذ للفرش المرتفعة، بل له ضجاع من ادم أي من جلد حشوه ليف،
وكان يضطجع على الوسادة، ويضع يده تحت خدّه أحيانا.ً
ثم ذكر المنافع من النوم والمضار، والنوم الطبيعي والنوم المعتدل، وذكر أن أهل
الجنة لا ينامون، والله سبحانه كما وصف نفسه الكريمة في آية الكرسي:" لا تّأًخٍذٍهٍ
سٌنّةِ ولا نّوًمِ" وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم علّم أمته أدعية، هي من حفظ الله
لهم، لأن النائم محتاج إلى من يحرس نفسه ويحفظها، مما قد يعرض لها من الآفات،
ويحرس بدنه أيضا من طوارق الآفات، ولا يحرسه في منامه إلا الله سبحانه، فكان
مما علم النبي عليه الصلاة والسلام أمته من الأدعية: رابطة بين العبد النائم وبين ربّه، لأنه سبحانه هو المتولي لذلك وحده {قٍلً مّن ذّا پَّذٌي يّعًصٌمٍكٍم مٌنّ پلَّهٌ إنً أّرّادّ بٌكٍمً سٍوءْا أّو أّرّادّ بٌكٍمً رّحًمّةْ } [الأحزاب: 17]ً
، كما أورد نماذج من الأدعية عند النوم المروّية عنه صلى الله عليه وسلم وفي أحدها قال: ثم ختم الدعاء بالإقرار بالإيمان بكتابه ورسوله، الذي هو ملاك النجاة، والفوز في الدنيا والآخرة، فهذا هديه في نومه صلى الله عليه وسلم.
التقويم:
س1 على آي شيء تدلك هذه الآيات؟
تدلني على خلق الله للسموات والأرض وخلق البشر وجعل بينهم مودة ورحمة وجعل الليل والنهار آية لكم.
س2 أستدل من الآيات على أن الله خلق البشر كلهم من أصل واحد؟
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ)
س3 بين معنى ما يلي لتسكنوا إليها، مودة، رحمة، ألسنتكم؟
لتسكنوا إليها: تطمئنوا.
مودة: محبة كاملة.
رحمة: شفقة.
ألسنتكم: لغاتكم.
س4 قال تعالى (إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون) ماذا يسمعون؟ وما نوع السماع الدال على آيات الله؟
يسمعون آيات الله ، السماع هو التفكر والاعتبار.
س5 أستنبط فائدتين من قوله تعالى (ومن آياته منامكم بالليل والنهار) ؟
1 – جعل الليل للنوم والراحة.
2 – وجعل النهار لسعى في طلب المعيشة.
الدرس الثالث عشر
فكر: في آيات سابقة أدلة أخرى على البعث بعد الموت، أذكر واحداً منها ودونه هنا.
• ومن آياته أن ينزل عليكم المطر الذي تحيا به البلاد والعباد ويريكم قبل نزوله مقدماته من الرعد والبرق الذي يُخَاف ويُطْمَع فيه، عموم إحسانه وسعة علمه وكمال إتقانه، وعظيم حكمته وأنه يحيي الموتى كما أحيا الأرض بعد موتها، الإعادة للخلق بعد موتهم من ابتداء خلقهم وهذا بالنسبة إلى الأذهان والعقول، فإذا كان قادرا على الابتداء الذي تقرون به كانت قدرته على الإعادة التي أهون أولى وأولى. ولما ذكر من الآيات العظيمة ما به يعتبر المعتبرون ويتذكر المؤمنون ويتبصر المهتدون ذكر الأمر العظيم والمطلب الكبير فقال: { وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } وهو كل صفة كمال، والكمال من تلك الصفة والمحبة والإنابة التامة الكاملة في قلوب عباده المخلصين والذكر الجليل والعبادة منهم. فالمثل الأعلى هو وصفه الأعلى وما ترتب عليه.ولهذا كان أهل العلم يستعملون في حق الباري قياس الأولى، فيقولون: كل صفة كمال في المخلوقات فخالقها أحق بالاتصاف بها على وجه لا يشاركه فيها أحد، وكل نقص في المخلوق ينزه عنه فتنزيه الخالق عنه من باب أولى وأحرى.
• { وَهُوَ الْعَزِيزُ الحكيم } أي: له العزة الكاملة والحكمة الواسعة، فعزته أوجد بها المخلوقات وأظهر المأمورات، وحكمته أتقن بها ما صنعه وأحسن فيها ما شرعه.
•
نشاط: للإيمان بالبعث بعد الموت، وما بعده من الحساب والجزاء على الأعمال آثار حسنة على المؤمن تعاون مع زملائك في إعداد مقال لا يتجاوز صفحتين تبين تلك الآثار مع الاستدلال بنصوص من الكتاب والسنة وكلام السلف الصالح.
الإيمان بالبعث واجب لا يقبل الله إيمان عبد إلا به وهو جزء من أحداث يوم القيامة الركن السادس من أركان الإيمان، المسمى باليوم الآخر، والمسمى بيوم القيامة ، والمسمى بيوم البعث. وقد تعددت وتنوعت أسمائه وأوصافه لتنوع الأحداث التي تكون فيه فهو اليوم الآخر لأن ما قبله سابق وهو الأخير، وهو يوم القيامة لأن الناس جميعاً يقومون من قبورهم لرب العالمين ويقومون في محشرهم لمجيء الرب سبحانه لفصل القضاء، وهو يوم البعث لأن الناس يبعثون فيه من قبورهم ويخرجون إلى محشرهم، ثبتت حقيقة البعث في الكتاب والسنة وتتابعت نصوص الوحي بوجوب الإيمان به فصار الإيمان به من الأمور المعلومة بالضرورة عند أهل الملة، وقد استفاضت نصوص الكتاب والسنة للتأكيد عليه والتكفير لمنكره ، ولم تحظى قضية في القرآن والسنة بالتدليل والتأكيد عليها مثل قضية البعث ؛ فمن نصوص الكتاب العزيز قوله تعالى: ﴿زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [سورة التغابن:7] .
ومن نصوص السنة الشريفة: ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما: عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم بارزاً يوماً للناس فأتاه رجلُ فقال: ما الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته ، وبلقائه، ورسله، وتؤمن بالبعث)
وعند احمد وغيره: عن علي بن أبى طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يؤمن عبدُ حتى يؤمن بأربع حتى يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله بعثني بالحق، وحتى يؤمن بالبعث بعد الموت، وحتى يؤمن بالقدر)
كذلك فإن البعث مما تستلزمه العقول وتستوجبه , ولتلك النصوص السابقة كان من لم يؤمن بالبعث كافرٌ خارجٌ عن الملة. وقد أجمع أهل ملة الإسلام على ذلك، للإيمان بالبعث بعد الموت آثار في حياة المسلم؛ ومنها:
1- الحياة الكريمة: من أيقن منا باليوم الآخر والبعث بعد الموت، فإنه لا شك سيعمل لطاعة الله تعالى، ويقبل عليه، وينفر من المعاصي والقبائح؛ فيحيا الحياة الكريمة السعيدة.
2- التأني في الأعمال والأقوال: لا شك أن المؤمن باليوم الآخر الذي يعلم أنه سيحاسب على كل شيء؛ سوف يتأنى ويتروى في أعماله وأقواله؛ فلا يعمل ولا يقول إلا خيرًا.
3- الإكثار من العمل الصالح: إن الذي يعلم ما يحدث في ذلك اليوم العصيب، وأنه لا ينجيه إلا العمل الصالح؛ سيبادر إليه بكل أنواعه من صلاة، وصدقة، وصيام، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، ومعاملة حسنة للناس.
4- إيثار الآخر على الدنيا: ولا شك أن من علم ما أعده الله تعالى للمؤمنين من النعيم الدائم، وللكافرين من العذاب المستمر؛ فإنه سيحتقر هذه الدنيا، ويوقن أنها دار مؤقتة، فيزهد فيها، ولا يصيبه هم ولا غم بسببها، ويسعى للفوز بالآخرة، وهي والله التي تستحق العمل والتعب وبذل الجهد من أجلها، والله المستعان.
التقويم:
س1 علل لما يلي:-
أ- خوف الناس عند رؤيتهم البرق؟
خوفاً من صواعقه.
ب – طمع الناس عند رؤيتهم البرق؟
في المطر.
س2 بين معانى الكلمات الآتية: (بعد موتها) ،(قانتون)، (يبدأ الخلق) (المثل الأعلى)؟
بعد موتها: يحياً الأرض بعد جفافها.
قانتون: مطيعون.
يبدأ الخلق: ابتداء من العدم.
المثل الأعلى: الوصف الأكمل.
س 3 أستدل من الآيات على أن من في السموات والأرض من الملائكة والأنس والجن والحيوان والجماد ، كل هؤلاء منقادون لأمر الله خاضعون لكماله؟
(وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ)
س4 ما الذي عليك إذا علمت التالي:
لأن الله سبحانه وحده الذي ينزل المطر من السماء فيحيى به الأرض بعد موتها.
أن نشكر الله على ذلك ونحمده على هذه النعمة.
س5 أستخرج من الآيات صفتين من صفات الله تعالى.
1 – العزيز.
2 – الحكيم.